09 يوليو، 2011

لا تعد ...





إن كُنتَ تنوي الرحيل ..
فاعقد التردد بالعزيمه وأدر ظهركَ كاملاً , لا تلتف خلفك أبداً !!
أطفئ صراخ حنينك , و اقتل كل نبضة تحاول التمرد والعودة نحوي
اقتل الحب .. وأحمل نعشه معك !!
خذ رسائلك ايضاً , وامضي إلى حيث لا عنواين ولا أوراق تغريك بكتابة كلمة
لأمرأة تحفظ كلماتك كما تحفظك في قلبها .. لأمراة ترددها كل ليلة كأذكار تحرسها
من أشباح الخذلان بعد أن فجعها الغياب ...
خذ معك أوراق التقويم , وغيّر التاريخ , انزع منه يوماً جمعنا .. ويوماً ولدتَ فيه
ويوماً قتلتني فيه بكلمة - !! لا تعد أبداً !!
لا ترسل تهنئة لأعيادي .. فتقتلها وتكسر أقنعة المبالاة وتعرّي ابتسامة تسترك عن أصدقائي
خذ كل هداياك وهباتك .. يا كريم الغياب , فالذكرى شحيحة , لا تسمن ولا تغني من جوع نحوك
خذها وخذ كل الأشياء , لا تبقي لي ما يشي بك .. لا تترك وشماً في أيامي
يكفيني السواد تحت عيني والنطفة الميتة من أحلامي ..
بصمتك مطبوعة في قلبي , ويدك أفلتت روحاً كانت تقبضها .. ودبيب اقدامك يوم الرحيل
ما أنفك يتردد في أذني ..
يكفيني نزاع الذكرى .., يكفيني انتكاس الحب .., يكفيني انتحار الأشواق أمام خذلانك

لا تفكر بالعودة أبداً !!
لا تترك خلفك ما تعود لأجله .. حتى أنا !! .. لا تعد لأجلي ..
فأنا يا خيبتي .. لن أعود .. كما كنت ولا كما يجب أن اكون ..

طريق الحنين مفخخ بالذكريات , ويدك التي كانت تمضي بنا نحو الحلم أفلتت الوفاء
ومضت تتبع وهماً ترضاه .. وتركتني ... , بين بقايا الأمل واشباح الوحده ...
سأغمض عيني - ولا أرى إلى أي طريق تمضي حتّى لا أسلكه خلفك بضعف ..
واذبح كبرياءً مكسوراً .. وعزّة ظلمتها !!

لا تعد ...!! -
يكفيني أني رأيت أول مرة..
يكفيني أني أحببتك أول مرة ..
يكفيني أني ودّعتك أول مرة ..
يكفيني أني انكرتك أمام حاجتي وغيابك ..
يكفيني أني رشيت النسيان بألآف الدموع ..
يكفيني أن الأيام مضت بخير , والليالي بحزن .. والدقائق ببطء
يكفيني ما لدّي من ذكرى , ازدحمت خزائن أفكاري بك ..
وأحتاج أن أعيد ترتيب ألويّاتي .. و أجعلك في أولها مرة أخرى - نسيانك !!!!!

لا تعد ...!!
فأراك مرة أخرى ..
وأتجاهلك مرة أخرى ..
وتبتسم مرة أخرى ..
وأحبك مرة أخرى ..
ونعيد خطواتنا في ذات الطريق الذي كسرت عليه ذاتي القديمة ..
واعود ......وحدي !!!!

وأعيد ترتيب الأيام مرة أخرى , واحاول نزع أيامك منها ..
ألا ترى أنني لا أملك العمر بأكمله لك ..
أنا لا أملك عمري .. لأمنحه لك ..
وأنا لا أؤمن بالفرص الأخرى ..
أنا لا أملك صفحات بيضاء جديدة لنزواتك ..
كل صفحاتي .. تكتبها يد الأقدار لا يديك العابثة !!

جفت الأقلام ... - يا ماضي أوراقي !!
سأجمع بقاياك و أضعك في رف علّوي لا يصله سلم أفكاري
و سأتركك هناك ... لترقد بسلام ...........

قدر طير





اليد التي تجيد مسح الدموع - نادرة !!
و الأندر أن تكون يداً صادقه !!
سئمت المجاملات و سئمت تظاهري بتصديق الاهتمامات الزائفة.

- أنا بصدق وحيدة -
الكل حولي " أقنعة " .. حتّى أنا .. تعلمت أن أرتدي قناعاً سعيداً ..
ثقيلاً جداً .. أثقل بكثير مما تستطيع دمعتي حمله !!
هي لحظة .. أختنق فيها - أخلع ابتسامتي و أطلق زفيراً في الهواء المسموم بكذباتهم
يتوجسون .. يترقبون .. يحاولون الاقتراب بشتى الطرق ..
علّهم يلمحون بعض ملامح حزن وندبات جروح قبيحة رسمها ماضي لم يحضروه حتّى مجاملة !!

الكل يمضي .. حتى أنا ..
لا - إلّا أنا - !!
أنا أهرب ......



- تقول جدتي أن هناك نوعٌ من البشر يحمل قلب طير..
يأبى البقاء في صحراء اليأس .. ويمضي دائماً نحو سراب الأمل
كل المسافات يقطعها ضمن سربٍ من أشباهه ..
لكنّه يقتات وحيداً .. ويبني عشاً فارغاً وحده .. ليتركه ويرحل !!
الأرض كلها هجرته .. ولا وطن له ..
لا صاحب له .. ولا وجهه له .. !! فالأمل سراب !!
والحلم لا يمكن أن يصل إليه أحد .. وان لمسته صار واقعاً تغيره الأيام والأحداث ..والأشخاص والدنيا ..

وما أبشع أن تغير الدنيا حلمك ..
وأن تضيّع الريح وجهتك ..

وأن تسقط !!!


حضنت طيراً ميتاً بين يدي .. همست لي جدتي أن أغسل يدي من رجس جسده وسوء حاله ..
سألتها يومها :
أيموت الطير في السماء أم أن السقطه تقتله ..؟!

أجابت : تقتله الأقدار !!



- يالله ... كم أخشى السقوط -

اسم آخر



يسوقني الحزن إليك بعد أن أضعتك , أبحث عنك في كلّ أوراقي وبين سطوري , يسوقني الهم إليكَ , وَ أعلم أنّك تكرُه عودتي المكسورة و اجحافي المغرور وهروبي الخائب ..
يسوقني الشوق إليك , ويلجمني ألف سبب وضعته لتركك .. فأصمت .
تسألني إن كنتُ اشتقتُكَ , و أجيبك أن الحزن لم يترك وقتاً للشوق , و أن الدنيا قتلت قلباً كان ينبض لك , والوقت زرع الشيب في كل أحلامي وأسقطها اليأس .
تسألني إن كنتُ عدتُ لأبقى .., و أجيبك أني أراك حزمت كل ذكرياتي , و أرسلتها في رحلة للفناء , وأني مازالت تقرع في أذني أجراس الرحيل حتى صممت عن أغنية قالت لي أنك أحببتني يوماً .
تفتح ذراعيك أمامي .. وأكرهني , وأشفق عليّ و أحسدني ..
يدك اليمنى عاريه بعد أن كنتَ تطوقُها بسواري , و قصميكَ قُدّ من قُبل , وعنقك يحمل تاريخ عطوراتهنّ ... و تزعم أن الحب لم يغرد إلا على أغصاني , وأن ثماري لا تعرف موسماً .. و أنني عقيدة وتاريخ !!
وأكرهني ... كيف انزوي لك ..؟؟ كيف أعود كلّما كُسر لي جناح .. واسقط أمامك .. ولماذا كان يجبُ أن تغنيّ ( لك جناح ولي جناح وما نطير إلا سوا )
لمَ لا تُغلق الباب مرّةً في وجهي .. علّني لا أعود ؟!
لمَ تُقسمُ بالحب على أنك ستبقى مُنتظراً ؟! ولماذا لا تموت الأشواق في صدرك كما يقتلني احتضارها في صدري ؟!
لماذا يكون الحب لديك طُفولياً وعبثاً .. ولمَ لا تذكر من كلماتك الجارحة إلا سبب قولها ؟! ... لماذا تذكر تفاصيل جسدي.. حذائي .. طلاء أظافري .. عينيّ .. ابتسامتي ... وتنسى كُلّ كلماتي !!
كيف لك أن تَذكُر غيرتك من مطرب ما - وتنسى أغنية أهديتها لك
كيف لك أن تَذكُر هديّةً أهديتها لي - وتنسى مناسبتها !!
كيف لك أن تنزع مخالب الذكريات وتُبقي فقط على ما يحفظنا معاً - كما كُنا .

لماذا لا تتخلص مني , وتخلّصني من الهروب إليك ؟؟
لماذا لا تكون - ولمرةٍ واحدة - قاسياً كما يجب .. لأهرب منك !!
لماذا أقسمتَ يومَ أحببتني أن لا تتركني حتى أتركك ..
وأن لا تكرهني حتّى تموتَ قبل أن اكرهك !!

أنا لا استحق من الحب سوى نكرانه .. تكذيبه .. وادعاء نسيانه !!
أنا لستُ كأنت محصناً ضد اليأس ,أنا لا أقدر أن أحمل حلماً بين يديّ دون أن يموت .. أنا كل طرقي تتقاطع مع الخيبة .. وتعيدني إليك !!
إلى الحلم الوحيد الذي مازلتَ تُقسم لي أنّهُ الحق !!! - وأنك ستفتح باب بيتك يوماً لتجدني أستقبلك بعناق ...
ألم تهمس لكَ وحدتُكَ أنك تهذي ..؟؟!! و أن حبيبتك قد أوصدت الأبواب ورحلت منذ ثلاث سنين , أما زلت تحادث طيفي وتمازحه و تستحي من الشكوى إليه من ظلم النصيب وقهري لك ...
وترضى بمكالمة مستعجلة أشكو فيها همي !!
تقوم الليلة كلها تدعو الله أن يحفظني مما تجهله , وأن أعيد أتصالي .. ذات الليلة .. أو غداً .. أو بعده .. أو يوماً ما ..

ألا تدرك أن لا يومَ يمكن أن يجمعنا ..؟؟ ألا يمكِنُك أن تقفل الباب قبلَ أن اطرقه بدمعة ...
أنا لا استغلُ حبك لأحتمي به .., وأنت لم تستغل حبي لتسلك كل السُبل قبل أن تدرك انها كلها تصل بك إليّ !!
أنا و أنت معقودة أرواحنا بحبل .. يحرقنا ..يخنقنا .. ويجبرنا على العودة , لندرك في كل مرة أن مكان لنا في هذة الأرض وأننا لا يمكن أن نلتقي أبداً .. ولا نسعد أبداً .. ولا نحلم ابداً !!
وكل مرة نسقط فيها من جنة أحلامنا - بحقيقة عارية .. في مجتمع لم يرى أن اجدادنا سواء , ولا أن أسمائنا تتفق ..,
تلك الأسماء التي أختاروها لنا .. ورضينا !!

هي الأسماء و الأجداد .. والصحراء ... والجهل ..
كلها تقف بيننا , كلها تمنعني من الباقي , وتمنعك من محاولة اللحاق بي ..وتقتل فرحة لم تولد بعد !!
هي الأسماء والأجداد .. والصحراء والجهل و الدنيا .. تسوقني لك اليوم
وأكره أن أعود دون حل .. أكره أن أراك ترعى الأمل وتطعمه ما بقي من شبابك .. أكره أن أراك تعبر كل النساء دون أن تختار منهم تمثالاً يسكن بيتك ..
أكره أن تكون هناك في غرفة خالية ترقب نافذة تطل على بابي , تتوجس الزوار و أسمائهم .. ويدك على هاتف أخرسته الخيبة ..

اليوم سيهتز هاتفك برسالتي هذة :
أنا آسفة ...
لن أبقى - مازالت الدنيا تقف بيننا
وهذة الدنيا - لن تبقى !!
أدعو الله الليلة .. أن يفرج همنا ..
ويجمعنا في الأخرى - بأسماء جديدة ..

و اختر لي اسماً ..

لا يكون ...
(.........)