27 مايو، 2012

لسنواتي العشرين

ـ لسنة مضت :  : مدينة أنا باعتراف : 

أعترف أن هُناك كثير من القرارات في حياتي علقت فيها مصيري بين أصابع غيري , وأخرى تنتظر مني أنا موقفاً صارماً في مرحلة أعجز فيها عن التفكير بعقلانية ... أو الوقوف برأي .. و أظلُّ اقطعُ باحسَاسي نفسَ المسافَة الفاصِلة بينَ السعادةِ و الحزُن دونَ أن أبرحَ المكَان .. و كأن الحياة أرجُوحةً فحسب ..
 
و أعترفُ أن قليلاً ممّن يؤمنُ بي راحوا شهداء معاركي ولم ينالُوا من "
 الحدادِ " ما يليقُ بتضحِيتهم و آخرون كثير تولوا عنّي يومَ الزحف .. ولا ألومُ إلا نفسِي ذبلتْ و قحطتْ و فقرتْ و خلَتْ و صَارت أرضاً لا تستحقُ نضَالهم , وهذا القلبُ حجرة قاتمة فارغَة يرتَد فيها صدى كلّ كلمَة .. دون أن تكسِر فيه نافذَة الذكرى أو تفتحَ باباً للتمرد بحب.. , وهي يدي ذاتُها رفعتها للسمَاء مرة , خاليةً من كل شيء سوى دمعة ترجو الله أن يَهبني قلباً قوياً كَقلبِ أمّ موسى لأرمي أحبَّ ما لديّ في اليمّ دون أن تؤرقني الخشية أو يسامرني الشك .. ولم أكن يومها أدرك قوله سُبحانه : ( وأصبحَ فؤادُ أمِّ موسى فارغًا ) ... 
يا واسع الرحمَة ... اغفر لي فداحة ذنبِ الغياب .... و اربط على قلبِي .. و اعقد على لسَاني فاليوم تملأني الثرثرة و لا يَسعني سِوى " التعبير " .. بلا عقل , بلا منطق ولا فكرٍ أدبي ..تماماً كمن ينتظر رصاصة الرحمة بين أشلاء أحلامِه ... , مشكوفاً على كل الجهات , تثاءبَ الموتُ عنه و اختارت الحياةُ غيره .. وبقى متشرداً تبُحر به رياح الندم نحو أرضٍ من فوضى وزمنٍ من خديعة.





ولـ سنواتي القادمة : حق التعساء في مقايضة أحلامهم : 

احتراماً لما تبقّى من ذاتِي .. سأقايضُك بالسَعادة و ركُامِ الأمنيات و جَحافل الحاسِدين و بقايا أشباهِ الأصدقَاء أن تُهديني قطاراً من سُكون و مَدينة من ضجَر يزُورها الحزن كنسمة تهدي لندمِي زهرةَ رضَا وقنَاعة , مللتُ استِمطَار الدُموع لأجلِ أمّة من الكلمَات خذلَها الكذِب يومَ وقفَتْ على خط النارِ دفاعاً عن عاصمة حبّ و رايةِ ولاء .. خسرتها أمَام كابوسِ عُمري الأزليّ ..
 
( أن أدرك أنها لم تًكن يوماً لي ) ...
 

وأُقسم لدُموعي أنّي لن أدعَ سُحب الحزنِ تسوقها إلى أرضٍ جدبَاء لاتنبِت لسقُوطِها الرَبيع ولا حتّى تحتفظُ بها في جوفِها .., باتت أسراري أغنيات يُلحنها أصحابي .. و يحفظها الكلّ ثم ينسَاني ...
 
يرمُون ثقيلَ الظن .. و أحمِل فوقه مالا يُطاق .. و أمضي أرسِل لوجهَات النِسيان حمامةً بيضاءَ .. وتعودُ مذبوحة .. , و أدركُ أن لا جدوى مِن اسفاري , و أنصبُ خيمَة اليأس و أزينها بقلائد الصَبر و أقول للدنيا :
(بقي الكثير مني ليلحَق بي .. وأنا هُنا .. لأجل ذاكَ الكثير حتّى يَأتي ) ...

25 مايو، 2012

ليت لا سماء هنا


اخشى هذا الصمت ,  ... فقدت قدرتي على الكلام ,,,
و اخشى هذا الصوت داخلي .. الذي يصرخ حين تتراكم الاشياء فوقه ثم يخبو بضعف
اخشى ان روحي تغرق .. واني سأموت من الداخل .. اخشى ان تطبع القسوة جدران قلبي ..
وان تنسحب الالوان من احلامي .. , لا بل تنسحب احلامي
اليوم//
اتجاهل ما اشعر .. مقابل ما افكر ... اتجاهل ما اريد مقابل ما احتاج ..
اتجاهل اليوم مقابل غداً ... اتجاهل نفسي .. و انغمس في هذة  الحشود المتدافعة نحو المجهول ذاته
لم اعي يوما ما التيار حتى صرعني و سرت معه ... لم ادرك حجم اختلافي الذي كان .. حتى بت اشبه كل شي  ..  وتنازلت عن هذا الصوت داخلي .. لا بل فقدته ... بات لا يخرج الا من عنق التردد الضيق ... بعد ان أنقح كل كلمة .. و اعتبر كل سؤال .. واقلب كلماتي لأرى كل وجه يمكن ان تكون به ... حتى صوتي .. لا يعلو .. لا يجب ان يعلو .. وهذة الضحكة .. هنا .. و هكذا .. هي و قاحة ..و تلك الابتسامة لم تكن عبثاً .. كانت هزوا .. لا لم تكن .. ربما كانت ...
لم اعي تلك الاعين التي ترقبني .. لم اسمع الاصوات التي تأكلني في الزوايا المظلمة .. ولم التق ابداً نظرة في عيني .. كانت تهرب دائماً .. تنسحب وتجبن .. أن اعلم بوجودها ..
فلم هي الآن تخيفني .. لم اشباح رأيهم و انتقادهم  .. تتراقص امام خطواتي الصغيرة .. و لم بدت اعيد حساباتي لأجل همسات و نظرات و ضربات اقدام هاربة ..
لمَ اخترت هذا المقعد .. هذا المكان وسط ( البقية ) .. رغم اني اردت أن ابقى واقفة هناك وحدي ..
ولمَ كان يجب ان اسلك كل الدروب حتى تتورم اقدام صبري .. و اعود لاقعد مع القاعدين ..
ولمَ تخليت عن ما أحب في ذاك الطريق ... أكان يجب ان اطعم قلبي للذكرى .. لأنال نسيان يكفيني لاصمت .. و لابقى هنا .. دون ان امضي في الطريق الذي وصفته لي حين قلت ( لك طريق ولي طريق ) ..
.. وانا رغم ضحكاتي العالية و رقصاتي المغرورة .. كنت اصغر من اترك في طريق لوحدي .. كانت الوحدة و تخليك عني .. كافية لكسري .. كافية لجعل كل الاصوات في تصرخ في اذني .. وكلها تعنيني ...
و كلها ترى هذا الفراغ في صدري .. هذا الثقب الابدي ...
اليوم قالت لي صديقة ( يعجبني انك واقعية ) ...
أهذا ما يسمون به المتخلي عن احلامه .. و المتشابه في ملامحه .. و الذي لا صوت له ...
ضحكت حينها .. هي رأتها سوء اد
ادب مني .. و انسحبت لذات الزاوية المظلمة ...
اتعلم ما احتاج في هذا الطريق؟
احتاج صديقاً لا يسألني ماذا اشعر و يسألني ماذا افكر
احتاج صديقاً بصوت صارم  .. لا رأي له .. و لا عين له ..  لا يعرف كل يهمس .. ..
و لا اين يجلس الحساد في زوايا احلامنا ..
احتاج صديقا يقف معي تحت السماء الواقعية نفسها ..
ويؤمن اننا سنبتل سواسية حين تمطر .. , و ستثمر احلامنا ..
بقدر ما غرس كل منا .. لا بقدر ما ابتل ...


- لصديقة قالت يوم ضحكت " ليت لا سماء هنا " ....