
هُناك حيث يلتقي العاشقين بعد غياب , وفي رُكنٍ قصي من الكلام , جلسا يتبادلان الشوق بصمت ..
بين يديها احتضنت فنجان حبٍ دافئ , وبين يديه احتضن كل السعادة إلا هي ..
لم يترك حضورها المزدحم داخله حيزاً في مشاعره إلا لـ " دهشة " !!
بقي صامتاً , جائعاً لكلمة منها ..
كانت تتلذ بفنجانها , تُقبل عليه لحظة , وتبعده إن لامست سخونة اطرافه فاكهة شفتيها ..
ويظلّ هو معلّقاً بـ المسافة بين فمها وفنجانها
كانت تُلبس الفتنة كل أغطية الطُهر و تجمع الخبث بكل تفاصيل نظرتها ,
مخيف كيف تتلاقى الأضداد فيها ..
كانت ترمقه كطفلة ، تترقب سؤالاً منه يُطلق كل قصصها الصغيرة
تجد دهشته بها مضحكة , وكلماته معها أجمل من ان تُنسى وأصعب من أن تُقال
كانت تقرأ في عينيه طالع فنجانها ...
كل أبراجها , نجومها , احجار نردها , رهانات مستقبلها , وفلكها الخاص !!
احرقت فمها ترتشف بسرعة ما بقي في فنجانها من " حب " ...
همس بها ( على مهلك ) !!
كانت هي كلمته الوحيدة قبل أن يدق الفراق ساعته , وينتهي بهم اللقاء ..
كتب لها على منديلها .. كلمة
كانت اشدّ حياءً من أن تقرأها أمامه , شدّت غطاء وفاءها واشارت له بيدها وخرجت ..
أغلقت الأبواب خلفها , وهبّت نسمة نسيان جافه ..طار بها منديلها بعيداً ...
عادت أدراجها لطاولة خالية , وكرسي مهجور ..
بقيت هُناك جالسة , عمراً من الانتظار ...
قبل أن تُدرك أن ما بينهما كان .. ( كلمة ) !!
وفنجان , كانت اقلّ حكمة من أن ترتشفه " على مهل " .....!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق