
يسوقني الحزن إليك بعد أن أضعتك , أبحث عنك في كلّ أوراقي وبين سطوري , يسوقني الهم إليكَ , وَ أعلم أنّك تكرُه عودتي المكسورة و اجحافي المغرور وهروبي الخائب ..
يسوقني الشوق إليك , ويلجمني ألف سبب وضعته لتركك .. فأصمت .
تسألني إن كنتُ اشتقتُكَ , و أجيبك أن الحزن لم يترك وقتاً للشوق , و أن الدنيا قتلت قلباً كان ينبض لك , والوقت زرع الشيب في كل أحلامي وأسقطها اليأس .
تسألني إن كنتُ عدتُ لأبقى .., و أجيبك أني أراك حزمت كل ذكرياتي , و أرسلتها في رحلة للفناء , وأني مازالت تقرع في أذني أجراس الرحيل حتى صممت عن أغنية قالت لي أنك أحببتني يوماً .
تفتح ذراعيك أمامي .. وأكرهني , وأشفق عليّ و أحسدني ..
يدك اليمنى عاريه بعد أن كنتَ تطوقُها بسواري , و قصميكَ قُدّ من قُبل , وعنقك يحمل تاريخ عطوراتهنّ ... و تزعم أن الحب لم يغرد إلا على أغصاني , وأن ثماري لا تعرف موسماً .. و أنني عقيدة وتاريخ !!
وأكرهني ... كيف انزوي لك ..؟؟ كيف أعود كلّما كُسر لي جناح .. واسقط أمامك .. ولماذا كان يجبُ أن تغنيّ ( لك جناح ولي جناح وما نطير إلا سوا )
لمَ لا تُغلق الباب مرّةً في وجهي .. علّني لا أعود ؟!
لمَ تُقسمُ بالحب على أنك ستبقى مُنتظراً ؟! ولماذا لا تموت الأشواق في صدرك كما يقتلني احتضارها في صدري ؟!
لماذا يكون الحب لديك طُفولياً وعبثاً .. ولمَ لا تذكر من كلماتك الجارحة إلا سبب قولها ؟! ... لماذا تذكر تفاصيل جسدي.. حذائي .. طلاء أظافري .. عينيّ .. ابتسامتي ... وتنسى كُلّ كلماتي !!
كيف لك أن تَذكُر غيرتك من مطرب ما - وتنسى أغنية أهديتها لك
كيف لك أن تَذكُر هديّةً أهديتها لي - وتنسى مناسبتها !!
كيف لك أن تنزع مخالب الذكريات وتُبقي فقط على ما يحفظنا معاً - كما كُنا .
لماذا لا تتخلص مني , وتخلّصني من الهروب إليك ؟؟
لماذا لا تكون - ولمرةٍ واحدة - قاسياً كما يجب .. لأهرب منك !!
لماذا أقسمتَ يومَ أحببتني أن لا تتركني حتى أتركك ..
وأن لا تكرهني حتّى تموتَ قبل أن اكرهك !!
أنا لا استحق من الحب سوى نكرانه .. تكذيبه .. وادعاء نسيانه !!
أنا لستُ كأنت محصناً ضد اليأس ,أنا لا أقدر أن أحمل حلماً بين يديّ دون أن يموت .. أنا كل طرقي تتقاطع مع الخيبة .. وتعيدني إليك !!
إلى الحلم الوحيد الذي مازلتَ تُقسم لي أنّهُ الحق !!! - وأنك ستفتح باب بيتك يوماً لتجدني أستقبلك بعناق ...
ألم تهمس لكَ وحدتُكَ أنك تهذي ..؟؟!! و أن حبيبتك قد أوصدت الأبواب ورحلت منذ ثلاث سنين , أما زلت تحادث طيفي وتمازحه و تستحي من الشكوى إليه من ظلم النصيب وقهري لك ...
وترضى بمكالمة مستعجلة أشكو فيها همي !!
تقوم الليلة كلها تدعو الله أن يحفظني مما تجهله , وأن أعيد أتصالي .. ذات الليلة .. أو غداً .. أو بعده .. أو يوماً ما ..
ألا تدرك أن لا يومَ يمكن أن يجمعنا ..؟؟ ألا يمكِنُك أن تقفل الباب قبلَ أن اطرقه بدمعة ...
أنا لا استغلُ حبك لأحتمي به .., وأنت لم تستغل حبي لتسلك كل السُبل قبل أن تدرك انها كلها تصل بك إليّ !!
أنا و أنت معقودة أرواحنا بحبل .. يحرقنا ..يخنقنا .. ويجبرنا على العودة , لندرك في كل مرة أن مكان لنا في هذة الأرض وأننا لا يمكن أن نلتقي أبداً .. ولا نسعد أبداً .. ولا نحلم ابداً !!
وكل مرة نسقط فيها من جنة أحلامنا - بحقيقة عارية .. في مجتمع لم يرى أن اجدادنا سواء , ولا أن أسمائنا تتفق ..,
تلك الأسماء التي أختاروها لنا .. ورضينا !!
هي الأسماء و الأجداد .. والصحراء ... والجهل ..
كلها تقف بيننا , كلها تمنعني من الباقي , وتمنعك من محاولة اللحاق بي ..وتقتل فرحة لم تولد بعد !!
هي الأسماء والأجداد .. والصحراء والجهل و الدنيا .. تسوقني لك اليوم
وأكره أن أعود دون حل .. أكره أن أراك ترعى الأمل وتطعمه ما بقي من شبابك .. أكره أن أراك تعبر كل النساء دون أن تختار منهم تمثالاً يسكن بيتك ..
أكره أن تكون هناك في غرفة خالية ترقب نافذة تطل على بابي , تتوجس الزوار و أسمائهم .. ويدك على هاتف أخرسته الخيبة ..
اليوم سيهتز هاتفك برسالتي هذة :
أنا آسفة ...
لن أبقى - مازالت الدنيا تقف بيننا
وهذة الدنيا - لن تبقى !!
أدعو الله الليلة .. أن يفرج همنا ..
ويجمعنا في الأخرى - بأسماء جديدة ..
و اختر لي اسماً ..
لا يكون ...
(.........)